الوجه الآخر للاجئين.. كيف أصبح العديد من السوريين مليونيرات في مصر؟

...

الوجه الآخر للاجئين.. كيف أصبح العديد من السوريين مليونيرات في مصر؟

El Shabab, 30 Nov 2015

URL: http://shabab.ahram.org.eg/News/34216.aspx
نصف مليون سوري يعيشون في مصر حسب العديد من الإحصائيات.. ولكنهم لا يعيشون مثل أي لاجئين في أي دولة أخرى.. فقد استطاع الكثير منهم افتتاح مشروعاتهم والقيام باستثمارات لدرجة جعلتنا نجد في كل شارع محلا سوريا.. فكيف استطاع هؤلاء القيام بذلك؟ .. ومن يسهل لهم الأمور في مصر؟.. ولماذا وصل السوريون إلى الصعيد وإلى البرلس؟.. وكيف استطاعوا السيطرة على مدينة 6 أكتوبر لدرجة أن هناك شارعا أطلقوا عليه اسم المنطقة السورية؟.. كلها أسئلة نحاول أن نجيب عنها من خلال الحديث مع العديد من أصحاب المشروعات السورية في مصر..
تحقيق: محمد شعبان – محمد فتحي

تصوير: محمود شعبان


المنطقة السورية

في شارع الأمريكية بمدينة أكتوبر على وجه التحديد، تشعر وكأنك في دمشق الصغرى، لدرجة أنهم أطلقوا على الشارع اسم المنطقة السورية.. فالحياة تأخذ الطابع السوري المميز في واجهات المحلات وأسمائها والعاملين بها، حتى الباعة الجائلين الذين يفترشون الأرصفة.. ستجد صعوبة في العثور مواطن مصري بين آلاف اللاجئين الذين يشعرون بالدفء رغم الغربة.. ففي هذه المنطقة ترى الوجه الآخر للاجئين الذين نقلوا أموالهم واستثماراتهم وأعادوا تشغيلها في مصر ومن ثم أحدثوا حالة من الرواج الاقتصادي بالمدينة.


عبد الجبار حسن- أحد أصحاب المحلات السورية- يقول: معظم السوريين الذين افتتحوا مشاريع استطاعوا الخروج من سوريا بأموالهم، ومن لم يستطع فعل ذلك خرج من سوريا ثم تابع مع أحد السوريين هناك والذي قام بدوره بإرسال الأموال إليه في مصر عن طريق البنوك وعلى دفعات، فأنا افتتحت مشروعي في مصر بعد سنتين بعد أن استطعت نقل استثماراتي وأموالي من سوريا لمصر، كما أن هناك بعضا من السوريين يعتبرون بمثابة" دليل" لإقامة المشروعات في مصر، وهم الذين يوفرون المحال ويعرفون المشروع الرائج في مصر، ولذلك فمعظم مشاريع السوريين تجدونها في المأكولات لأن هذا أكثر شيء يكسب في مصر بجانب المقاهي، كما أن هناك من نقل استثماراته الأصلية من سوريا إلى مصر.

الوجه الآخر للاجئين.. كيف أصبح العديد من السوريين مليونيرات في مصر؟

30 نوفمبر 2015 - 15:19عدد القراءات3291عدد التعليقات1







3
نصف مليون سوري يعيشون في مصر حسب العديد من الإحصائيات.. ولكنهم لا يعيشون مثل أي لاجئين في أي دولة أخرى.. فقد استطاع الكثير منهم افتتاح مشروعاتهم والقيام باستثمارات لدرجة جعلتنا نجد في كل شارع محلا سوريا.. فكيف استطاع هؤلاء القيام بذلك؟ .. ومن يسهل لهم الأمور في مصر؟.. ولماذا وصل السوريون إلى الصعيد وإلى البرلس؟.. وكيف استطاعوا السيطرة على مدينة 6 أكتوبر لدرجة أن هناك شارعا أطلقوا عليه اسم المنطقة السورية؟.. كلها أسئلة نحاول أن نجيب عنها من خلال الحديث مع العديد من أصحاب المشروعات السورية في مصر..
تحقيق: محمد شعبان – محمد فتحي

تصوير: محمود شعبان


المنطقة السورية

في شارع الأمريكية بمدينة أكتوبر على وجه التحديد، تشعر وكأنك في دمشق الصغرى، لدرجة أنهم أطلقوا على الشارع اسم المنطقة السورية.. فالحياة تأخذ الطابع السوري المميز في واجهات المحلات وأسمائها والعاملين بها، حتى الباعة الجائلين الذين يفترشون الأرصفة.. ستجد صعوبة في العثور مواطن مصري بين آلاف اللاجئين الذين يشعرون بالدفء رغم الغربة.. ففي هذه المنطقة ترى الوجه الآخر للاجئين الذين نقلوا أموالهم واستثماراتهم وأعادوا تشغيلها في مصر ومن ثم أحدثوا حالة من الرواج الاقتصادي بالمدينة.


عبد الجبار حسن- أحد أصحاب المحلات السورية- يقول: معظم السوريين الذين افتتحوا مشاريع استطاعوا الخروج من سوريا بأموالهم، ومن لم يستطع فعل ذلك خرج من سوريا ثم تابع مع أحد السوريين هناك والذي قام بدوره بإرسال الأموال إليه في مصر عن طريق البنوك وعلى دفعات، فأنا افتتحت مشروعي في مصر بعد سنتين بعد أن استطعت نقل استثماراتي وأموالي من سوريا لمصر، كما أن هناك بعضا من السوريين يعتبرون بمثابة" دليل" لإقامة المشروعات في مصر، وهم الذين يوفرون المحال ويعرفون المشروع الرائج في مصر، ولذلك فمعظم مشاريع السوريين تجدونها في المأكولات لأن هذا أكثر شيء يكسب في مصر بجانب المقاهي، كما أن هناك من نقل استثماراته الأصلية من سوريا إلى مصر.



.

استثمارات بالملايين

أحد أشهر المطاعم في أكتوبر يديره ويملكه رجل سوري نقل استثماراته إلى مصر، كما نقل أيضا أصنافا جديدة من المأكولات التي صارت مع الوقت جزءا من تفضيلات الأسر المصرية..


حسام الباشا، يعمل مديرا لهذا المطعم، الطريف أنه رجل مثقف للغاية ويحفظ التاريخ المصري عن ظهر قلب، حيث يقول: مصر كما قال السادات هي أم العرب، والتاريخ المعاصر منذ أيام عبد الناصر وحتى الآن هو نفس تاريخ سوريا منذ أيام الوحدة عندما كانت مصر وسوريا بلد واحد يسمى "الجمهورية العربية المتحدة" ويكفى مصر أن بها أعلاما ورموزا كأم كلثوم ونجيب محفوظ وطه حسين والأستاذ العقاد وتوفيق الحكيم .. كل هذا التاريخ وكل هذا الاحتواء والإحساس بالدفء جعلنا نفضل البقاء فى مصر، رغم أنه كان في مقدورنا الذهاب لتركيا والإقامة بها لكننا رفضنا كما كان فى استطاعتنا العيش في أوروبا وبشكل قانوني ورفضنا بل فضلنا الإقامة المهددة بالانتهاء فى مصر لأننا هنا نعيش في بلد عربي بمعنى الكلمة ولا نشعر بأى قلق أو مخاوف على أموالنا، حيث نعيش مع شعب محترم وأخلاقي.


ويضيف الباشا: أنه كان يملك محل بيع الماركات العالمية من الساعات فى الكويت، ومع ذلك ترك الكويت والأضواء وفضل العمل فى محل أطعمة ومشويات فى مصر ومن ماله واستثماره الخاص، مشيرا إلى أنه لم يجد صعوبة فى التعامل مع الأكلات المصرية بل إنه نقل الأطعمة السورية إلى مصر ولاقت ترحيبا وإقبالا كبيرا، قائلا: المصريون نقلوا الكشرى إلى سوريا والفول والطعمية والكثير من الوجبات الشعبية، ونحن نقلنا بعض الوجبات كالعيش السورى والطعمية المعمولة من الحمص بدلا من الفول وجبات مثل "شرحات على العجين" و "مجرمشة عجين"، و"صفيحة شامية" وغيرها وجميعها عبارة عن رقائق من العيش تضم الشرائح من اللحوم والتوابل ويتم طهوها بطريقة معينة.


ويذكر الباشا أن الكثير من المحلات السورية فشلت لأسباب تجارية، فقد افتتح أحد السوريين كافيتريا تكلفت حوالى 700 ألف جنيه، ولكنه فشل فى إدارتها وأغلقت بعد أسابيع قليلة.

الدين غير مسموح هيك بدون صاحب المحل .. هذه العبارة تتصدر محل "بهارات" أما أحمد عبد الجليل، الذي يعمل عطارا سوريا، ونقل نشاطه لمصر بعد فراره من الجحيم، حيث يروى قصته، قائلا: الآلاف من السوريين غادروا مصر إلى أوروبا في العامين الماضيين فبعد أشهر قليلة فقط من اندلاع الأزمة السورية كان بإمكان الكثير من السوريين أن يأتوا إلى مصر بتأشيرة سياحة ولمدة تصل إلى 6 أشهر فجاء الآلاف بأسرهم، ومنهم من تبقى ونقل أمواله واستثماراته إلى مصر ومنهم من فشل فى الإقامة والشغل والحياة فعاد إلى سوريا مرة أخرى أو سافر إلى أوروبا، وحاليا لا يستطيع أي سوري أن يأتي إلى مصر إلا بتأشيرة خاصة وهذه مسألة صعبة وغير متاحة، وبعد أزمة اللاجئين السوريين الأخيرة على حدود أوروبا عرضت علينا الأمم المتحدة الهجرة لبعض الدول الأوروبية لكننا رفضنا، وهناك بعض الدول الأخرى تتصل بنا للجوء إليها لكننا أيضا نرفض، لكن مشكلة الإقامة تواجهنا ودفعت الآلاف من السوريين في أكتوبر والكثير من المناطق للهجرة مرة أخرى إما إلى سوريا أو إلى أي دولة أخرى شقيقة.


ويذكر عبد الجليل أن محلات العطارة والبهارات لا تختلف كثيرا عن سوريا وتقريبا نفس المواد والخلطات والتوابل، فهناك مثلا خلطات لإذابة دهون البطن وأخرى مقوية للشعر وغيرها، لكن الإقبال من المصريين على البهارات أكثر بكثير من الشوام، والتجارة ماشية.
لسنا لاجئين


الكثير من السوريين لا يعتبرون أنفسهم لاجئين وإنما مجرد مهجرين من بلد لبلد داخل وطن أكبر، والأكثر طرافة أنهم سيرفضون العودة إلى بلادهم حتى بعد انتهاء النزاع الدائر بها حبا فى مصر!..


خالد التركمانى، 57 سنة، مواطن سورى افتتح محل ترزى بأكتوبر، حيث كان يمتلك مصنعا للملابس بدمشق ولكنه أغلقه وعندما حضر للقاهرة استأجر محلا للخياطة وأحضر بعض الخامات والماكينات بتكلفة 8 آلاف جنيه، حيث يقول: الشعب المصرى يعتبر قريبا منا وهناك قدرة على التعايش المشترك، ولذلك لا نعتبر أنفسنا أننا لاجئون على الإطلاق ونرفض هذا الوصف لأننا فى بلد عربى إسلامى ويكفى أننا نسمع الأذان ونرى المساجد وندخل لنصلى ونتحدث ونبيع ونشترى مع شعب مثلنا فى كل شيء، فهناك أخوية بيننا وبين المصريين، حتى فى صميم عملى نعمل فى نفس استايلات الملابس والبنطلونات فالموضة لا تختلف كثيرا.

الطبيب السوري


ولم يكتف السوريون بافتتاح المحلات التجارية فقط، وإنما امتدت الاستثمارات السورية لعيادات الأسنان والتجميل وأمراض الباطنة، وتعمل هذه العيادات وفقا لترخيص من وزارة الصحة المصرية ولكن لأطباء مصريون فى حين يقوم الأطباء السوريون بالعمل بها .. وتحتل الكثير من العيادات السورية المبانى التجارية وسط أكتوبر وبعضها يحتل مكانا بسيطا مجرد غرفة واحدة أشبه بالمحل التجارى ولكنها مجهزة بالوسائل الحديثة الكافية لمزاولة المهنة ، وأكد أحد الأطباء من السوريين- رفض ذكر اسمه- أنه لكي يفتتح عيادته كان في حاجة لغطاء من طبيب مصري ومن ثم استطاع استثمار أمواله في العيادة.


التقينا إياد محمد، طبيب أسنان سورى، حصل على بكالوريوس طب الأسنان من جامعة سوريا الدولية، ويدرس الماجستير بكلية الأسنان بجامعة القاهرة، حيث يقول: 10 آلاف دولار هي تكلفة عيادة الأسنان التي افتتحتها فى المدينة بعد أن قررت الإقامة في مصر منذ منتصف عام 2012 لإكمال دراستي العليا، ولا أواجه مشكلة في العمل، حيث إن مريض الأسنان سواء كان مصريا أو سوريا أو من أي جنسية أهم ما يشغله هو دقة ونظافة وتعقيم الأدوات وهى أشياء مهمة بالنسبة لطبيب الأسنان، أيضا أنا أعيش حياتي مع أسرتي بأكتوبر بشكل طبيعي جدا، وعادة ما أزور أهلي في سوريا كل سنة مرة، وبعد إكمال دراستي العليا سأقرر فإما أن أفضل البقاء في مصر أو الهجرة لأي دولة أوروبية.

ضحايا فتنة الشيخ العرعور


الكثير من السوريين يبدون منفصلين تماما عما يحدث فى بلادهم مكتفين فقط بما تنقله لهم الفضائيات، ومع ذلك يشعرون بحالة من الندم على هذا الوطن الضائع .. أبو عبادة، شاب سورى جاء إلى مصر عن طريق الأردن بعدما ضاقت به الدنيا، يعمل فى محل لتجارة وبيع الفاكهة والخضراوات بأجر شهرى 2000 جنيه، ويعيش هو وزوجته وأولاده فى شقة بالإيجار بمدينة أكتوبر.. بنبرة حزينة يملؤها الشجن قال لنا: 4 سنوات ونحن بعيدون عن وطننا ولكن مع ذلك لم نشعر بالغربة فى مصر، فهى وطننا الثانى، هى فى نظر الكثير من السوريين أجمل بلد فى العالم وأكثر البلاد أمانا واستقرارا، والعادات والتقاليد لا تختلف كثيرا عن عاداتنا وتقاليدنا فى سوريا.


ولم يشعر أبو عبادة بالخير منذ اندلاع الاحتجاجات السورية، لافتا إلى أن سبب الفتنة يعود للشيخ العرعور الذى دعم الاحتجاجات السورية منذ انطلاقتها، وهو عالم دين ينتمى للسنة وكان فى البداية يرفض الخروج على الحاكم لكنه خالف مبادئه ومعتقداته وخصص برنامجاً تليفزيونياً لمتابعة تطوراتها ولتشجيع الناس على التظاهر كما أنه دعا المتظاهرين إلى إطلاق التكبيرات من أسطح المنازل في الليل، الأمر الذي لقي تجاوبا كبيرا في عدد من المدن السورية.
كما حمل بعض المتظاهرين وخصوصاً في حمص لصور العرعور ورفعوها في مسيراتهم الاحتجاجية تقديرا لدعمه لمطالبهم. وكان سببا في تأجيج الاحتجاجات التي تحولت من ثورة إلى فوضى ومشروع تخريبى للدولة السورية.


الحلاق السوري!

فن الحلاقة السورية.. عبارة تتصدر الكثير من صالونات الحلاقة والكوافير الرجالي في مدينة أكتوبر، خالد حسن، حلاق سوري عنده محل حلاقة شهير في أكتوبر حيث يحظى بمكانة وسط الزبائن السوريين والمصريين على السواء، خالد نقل رأسماله من ريف دمشق، حيث كان يعمل حلاقا وعندما ترك سوريا خوفا من بطش النظام والمعارضة، فقد أغلق المحل الخاص به وقام بتحويل أمواله وافتتح محلا بأكتوبر، حيث يقول: الشغل في مصر لا يختلف عن سوريا لدرجة أن أسماء "قصات" الحلاقة الشهيرة في مصر هي نفس القصات التي يعرفها الشباب السوري مثل " سبايكى" و "كبوريا" و"فيرزتشى" و "حسن الشافعي" و "كلاسيك"، ولذلك لم نجد مشكلة، والكثير من الزبائن المصريين يفضلون الحلاق السوري لأنه عادة شخص هادئ لا يهوى الدخول في تفاصيل جانبية، يحلق في صمت ويجعل الزبون يتأمل مظهره أثناء الحلاقة!


أما هيثم سليم، حلاق سوري آخر، يعمل برفقة خالد في نفس المحل، فقد حضر إلى مصر من ريف دمشق، بصحبة أبنائه الخمسة، حيث يقول: جميع أبنائي يدرسون في المدارس المصرية، ويحصلون على الدعم ونفس حقوق التلاميذ المصريين، ولا تواجهنا أي مشكلة في الحياة سوى الإقامة، حيث إن الإقامة مؤقتة وتتجدد كل سنة لمن لديه أطفال في المدارس أو كل 6 أشهر لمن لا يعول أى أطفال أو لديه أطفال صغار دون سن الدراسة، لكن المشكلة أننا انقطعنا عن أهالينا في سوريا، فأنا استطعت أن اخترق الحصار وانتقل إلى مصر لكن بعض أفراد الأسرة لم يستطيعوا ذلك، ومنهم والدي وهو رجل مسن تجاوز عمره الـ 70، ولذلك نطالب بإتاحة الفرصة أمام السوريين الذين يعيشون في مصر لقدوم ذويهم وبقية أسرهم ولو على سبيل الإقامة المؤقتة وذلك لاعتبارات ودواع إنسانية.
ويروى هيثم أن الحياة في مصر لا تختلف كثيرا عن الحياة في سوريا لدرجة أن هناك أماكن بالعاصمة السورية تحمل نفس أسماء أماكن بالقاهرة فمثلا هناك منطقة تسمى "الموسك" في دمشق هي منطقة تجارية شهيرة وتشبه منطقة الموسكي والعتبة بالقاهرة، وهناك أيضا السيدة زينب التي تبعد عن دمشق 10 كيلومترات فقط وتحظى بوجود ضريح السيدة زينب وهو من آل البيت ولها مريدوها وزوارها من كل مكان!

السوريون.. من الصعيد إلى البرلس!
بعيدا عن مدينة أكتوبر .. فإن الكثير من السوريين قذفت بهم أمواج الحياة إلى مناطق متفرقة.. حيث إنه ربما تكون مصر الدولة الوحيدة التي تسمح للاجئين بالتنقل في أراضيها من شرقها لغربها.. حيث إن الدول الأخرى تسمح للاجئين بالتواجد في منطقة تحددها الدولة.. ولذلك انتشر السوريون في كثير من المحافظات وصولا إلى الصعيد.. وأيضا إلى البرلس من أجل الهجرة غير الشرعية..


ويقول طارق جمال- شاب سوري-: كثير من الأسر السورية يأتون إلى مصر ولا يعلمون ماذا يفعلون وليس لديهم أموال، ولذلك يذهبون إلى عدد من المحافظات بحثا عن من يعطيهم مساعدات، وهناك من ذهب لأي قرية وقام الأهالي بتجميع الأموال وفتح محل له، وعموما من يصل إلى محافظة يتصل بمعارفه لينصحهم بالذهاب إليها إذا كانت أموره أصبحت أفضل، أما من يذهب إلى البرلس فهو يبحث عن الهجرة غير الشرعية عن طريق المراكب، وقد كان هناك من يساعدهم في ذلك بالفعل سواء كان سوريا أو من المصريين، فقد كان هناك مهندس سوري اسمه أبو حمادة كان يجمع الأموال من السوريين من أجل تهريبهم لأوروبا عن طريق البحر، والاتفاق مع مصريين لتسهيل ذلك، وكان لديه عدد من السماسرة الذين يعملون معه ويتفقون مع السوريين من أجل ذلك، وذلك بمقابل حوالي 2000 دولار، واستطاع أبو حمادة تحقيق الملايين من وراء ذلك، مستغلا حاجة آلاف السوريين إليه، كما أنه يهرب أي أفراد من جنسيات أخرى، وأحيانا يكون التحرك من البرلس أو الإسكندرية، ولذلك فالسوريون الذين يذهبون لتلك المناطق يكون هدفهم الأول والأخير الهجرة، وخصوصا أنهم يأتون إلى مصر وليس معهم الأموال التي تتيح لهم افتتاح مشروعات مثل الآخرين، وهناك سوريون غرقوا ومن ألقى القبض عليه، وآخرون وصلوا إلى إيطاليا، وأبو حمادة ليس الوحيد الذي يقوم بذلك ولكن هناك مثله كثيرين.